عاشق آل البيت وسام التميز
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
| موضوع: مساهمات الإسماعيليين في الثقافة الإسلامية الأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 20:03 | |
| دراسة التاريخ الإسماعيليون في التاريخ" في مساهمات الإسماعيليين في الثقافة الإسلامية
الإسماعيليون في التاريخ
-ملاحظات تمهيدية:
إن تاريخ الإسماعيلية يُفهم بأفضل ما يكون كتجسيد لاستجابة واحدة، من بين استجابات أخرى، للرسالة الموجودة في التنزيل الإسلامي. وبمرور الوقت، راحت الأمة بالمعنى الأوسع للمصطلح، تتشكل من تجمعات متنوعة وُجدت ضمنها ومثّلت طرق مختلفة لفهم الرسالة الأساسية للإسلام، وآراء مختلفة بخصوص كيفية القيام بتلك الرسالة أو تحقيقها بأفضل ما يكون في الحياة العملية وفي تنظيم الأمة. وكان الإسماعيليون واحدة من مثل تلك المجموعات. فالعديد من جوانب تاريخهم وفكرهم كانت مشابهة، أو متخالفة مع، تاريخ وفكر مجموعات أخرى ضمن الإسلام؛ بحيث إنه عندما يُنظر إليهم من هذه الزاوية، فإن تاريخ الإسماعيليين يبدو كممر في مجتمع أكبر. من جهة أخرى، يبدو أنه كان عليهم، في أزمنة بعينها، أن يتبنّوا موقفاً يعزلهم بقدر كافٍ عن، أو في موقف التضاد من مجموعات أخرى بعينها داخل سلام بحيث يصبح من الضروري لهم أن يُعاملوا في أية دراسة تاريخية، كوحدة منفصلة.
والدراسة التاريخية للإسماعيليين بل وللشيعة عموماً كانت حتى الآن غير مناسبة بشكل يُرثى له. غير أن العقود الأخيرة شهدت تزايداً منتظماً في توفر المواد الأولية لدراسة الإسماعيليين. والتبحُّر الذي قامت عليه دراسة هذه المواد قاد إلى مراجعة هامة في مجال تقدير طبيعة ودرجة أهمية الحركة لإسماعيلية في تاريخ الإسلام. ومع ذلك، فإن طالب الدراسات الإسماعيلية لا يزال يواجه مشكلات محددة لا تظهر في دراسة معظم المجموعات الإسلامية الأخرى. ويعود السبب في ذلك، إلى حقيقة أن جلَّ التبحّّر الغربي بشكل خاص كان فترة قريبة يعتمد في معظمه على مصادر غير إسماعيلية –مصادر كانت في القسم الأكبر منها معادية للحركة. وهكذا، فإن العلماء الغربيين ورثوا بشكل آلي المحاباة الموجودة في العديد من مثل تلك الروايات، في حين بقيت النصوص الشيعية أو الإسماعيلية أو الصوفية التي عكست الرؤى الإسلامية البديلة إما مهمة بالكليَّة، أو نُظر إليها باعتبارها تقف على تخوم التفسير السني، الذي كان يفترض بطريقة لا تمحيص فيها إنه التفسير الأكثر صحة للإسلام.
لكن مجرد حقيقة التوفر الأعظم للمصادر الإسماعيلية الأولية في الوقت الحاضر لا يحل صعوبة مهمة بناء تاريخ للحركة. ففي البداية، غالباً ما تميل هذه المصادر إلى إهمال مناقشة صريحة للتاريخ. يضاف إلى ذلك أن طبيعة معتقد الإسماعيلية بحد ذاته تفرض، في بعض الأوقات، عقبة في وجه بناء رواية تاريخية. فقد وجد الإسماعيليون أنه من الضروري ستر معتقداتهم من أجل مجرد البقاء، وذلك بسبب الظروف المعادية التي أجبروا على العيش في ظلها في مناسبات عديدة. وقد عُرفت هذه الإستراتيجية التي أُعلنت كمبدأ رسمي "بالتقية". يضاف إلى ذلك إن الإسماعيليين، كما سنرى فيما بعد، اعتبروا انه وُجدت جوانب في معتقداتهم لا يمكن فهمها إلا من قبل أولئك الذين طوروا قدرات كافية للفهم والاستيعاب، ولذلك، فإنه من الضروري حجب هذه الجوانب عن علم الناس العاديين. وكذلك، فإن كتابات الإسماعيليين المتأخرين تميل، وكما هو الحال مع جميع التقاليد التاريخية التي تعود بالذاكرة إلى الوراء بالفعل، إلى عرض صورة الواقع اللاحق وإسقاطها على ماضيهم الأقدم، مما يخلق صعوبة أمام المؤرخ الموضوعي لتمييز الحقيقة التاريخية من الشكل الذي جرى فيه إدراكها في ظل تأثير التراكمات اللاحقة. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإننا نستطيع إن نأمل اليوم بالحصول على صورة أوضح لتاريخ هذه المجموعة الرائعة وبالتأكيد، فإن عنصر المبالغة، بل وحتى الفبركة المطبقة الموروثة ي صورة الحركة، وهي التي دأبت على التواجد على أيدي بعض الكتّاب المتحاملين في الماضي، وتقبلها العديد من العلماء الغربيين بدون تفكير في أوقات كثيرة، يمكن الآن تجاهلها مرة وإلى الأبد. والمقالة الحالية لا تسعى إلى توفير أي شيء يشبه تاريخاً كاملاً للإسماعيليين. إنما هدفها بالأحرى تفسير الأهمية التاريخية للحركة والمعتقد، وإظهار خصائصها البارزة بحيث يتم توفير نظرة إجمالية بمساعدتها يمكن فهم بقية الدراسات الأكثر تخصصاً في هذا الكتاب بصورة أفضل. | |
|
Admin Admin
تاريخ التسجيل : 16/10/2009
| موضوع: رد: مساهمات الإسماعيليين في الثقافة الإسلامية الأحد 3 يناير 2010 - 9:48 | |
| موضوع رائع ومفيد
أرجو لك التوفيق | |
|