تاريخ إسلام الإسماعيلية المبكر
تعتبر فترة الإسلام المبكر ، أو الدعوة الإسلامية الإسماعيلية المبكرة ما قبل العصر الفاطمي هي امتداداً لأصول الحركة الإنسانية المستمدة من الإمام علي بن أبي طالب حتى نشأة الخلافة الفاطمية عام 909 تعتبر من أكثر الأطوار الرئيسة غموضاً في مجمل مراحل تاريخ إسلام الإسماعيلية المبكرة، لا تتوفر سوى معلومات ضئيلة حول تاريخ وعقائد إسماعيليي ما قبل العصر الفاطمي وهم الذين أرسوا قواعد النهضة والثقافة الدينية ونشروا دعوتهم الدينية الإمامية نسبة للإمام علي بن أبي طالب والسياسية في العديد من الأراضي الإسلامية بنجاح ، في حين كان بقاؤهم مهددا باستمرار بالاضطهاد والقمع من وفاة الرسول إلى نهاية الدولة الفاطمية في مصر تحت أسماء متعددة ، إن الافتراءات الطاعنة التي اختلقها ابن رزام وأخو محسن وعدد كبير من الكتاب المعادين للإسلام بشكل عام وللمسلمين الإسماعيليين بشكل خاص، وفرت مادة وافرة من الروايات المشوهة والتي تم تداولها ولقرون على أنها أحداث ونصوص إسلامية إسماعيلية حقيقة وكانت ذات تأثير فعال في تصوير المسلمين الإسماعيليين وجماعات أخرى ،على أنهم جماعة من الهرطقة ، وبالجملة فإن الخرافة السوداء التي اخترعها كبار الكتاب المخاصمين المعادين للمسلمين الإسماعيليين من القرن العاشر ، أصبحت تٌقبل على انها وصف دقيق تناقلته أجيال متلاحقة من كتاب العصر الوسيط المسلمين والمجتمع الإسلامي عموماً ، المسلمين الذين كانوا على استعداد في تلك الفترة لإطلاق أي مصطلح قذف على المسلمين الإسماعيليين ، حتى قبل أن يصبح المسلمون الإسماعيليون النزاريون أنفسهم هدفاً لطعن من نوع محدد ، وكان ضمن مثل ذلك المناخ المعادي أن بدأ الأوروبيون من الصليبين ومن أزمنة لاحقة باستقصاءاتهم السطحية عن المسلمين الإسماعيليين النزاريين ، مضيفين خرافاتهم الخاصة ضمن مصالحهم السياسية بين العالم الإسلامي آنذاك قائمة الهرطقات والممارسات اللامعقولة المنسوبة إلى الإسماعيليين . وبمرور الزمن وفرت تلك المصادر الخيالية والمعادية للشرقيين والغربيين الأساس الذي قامت عليه دراسات مستشرقي القرن التاسع عشر الإسلامية الإسماعيلية .
ومن وجه ما ، فقد بدا أنه كان مقدراً على الاسماعيليين أن يتم تقديمهم على مذبح الخيانة والخروج عن الدين الإسلامي والحكم عليهم بطريقة مغلوطة إلى حد نعتهم بالحشاشين والقتلة والهراطقة والزنادقة والكفرة ، وهذا أمر يعتبر من عجائب التقادير في ضوء كثافة الأدب الذي انتجوه هم أنفسهم عبر تاريخهم الطويل الحافل بالأدب والفلسفة وعلم الفلك والسياسة لصالح المجتمعات كافة ، ولاسيما ابان العصر الفاطمي ، وفي حقيقة الأمر ، فإنه بينما كان ابن رزام وأخو محسن والبغدادي والغزالي ،وكتاب معادون للمسلمين الإسماعيليين وآخرون كثيرون منشغلين في أختراع أساطيرهم التخيلية المحبوكة وكأنما يسمى الآن بالخيال العلمي ، كان حجـــــم
هائل من الأدب قيد الانجاز في فارس وغيرها من الأماكن على أيدي علماء دين وفلاسفة إســــــــــــــلاميين
إسماعيليين مشهورين أمثال : الفيلسوف السجستاني - والداعية واحمد حميد الدين الكرماني بكتابه راحة العقل – والرحالة والداعية وناصر خسرو بكتابه سفر نامة - ، الذين كانوا يقومون في الوقت نفسه بوظيفة الدعاة المحنكين وينشرون قضية الأئمة الفاطميين ودعوتهم الدينية والفكرية والسياسية في غضون ذلك ، بدءاً بعمل للقاضي النعمان ، أسبق من سبق من الفقهاء المسلمين الفاطميين ، فان نظام الفقه الإسلامي الإسماعيلي الشيعي قد تمت صياغته بصورة محكمة في ظل الدولة الفاطمية ، الذين أكدوا على الأهمية المستورة والروحية الباطنية للقرآن الكريم والفروض الدينية للإسلام بشكل متوازن مع معانيها الروحية الحرفية . وفي حالة نادرة من نوعها في التاريخ الإسلامي الإسماعيلي ، اهتم الأئمة الإسماعيليون أن يتم تسجيل احداث سلالتهم من عهد الإمام علي بن أبي طالب حتى قيام دولتهم في مصر وآلموت على يد اخباريين موثوقين ، بالكتابات التاريخية وشغلوا أنفسهم بها . وقد شجعوا تصنيف كتب الاخبار عن السلالة الفاطمية الحاكمة وتواريخ الدولة ، ولا سيما بعد نقل مقر خلافتهم إلى مصر سنة 973 وقد ساهم كتاب الاخبار في هذا المأثور المؤقت للكتابات التاريخية الإسلامية الإسماعيلية ، ووضعت كتب الأخبار الفاطمية تلك ، والتي لم يصل إلينا منها سوى عدد قليل بصورة مجتزأة أو اقتباسات لمؤرخين لاحقين ، في متناول جميع المؤلفين المسلمين المعاصرين داخل أراضي الدولة الفاطمية وخارجها.
وبعد سقوط الدولة الفاطمية والسلالة الحاكمة سنة 1171 تم تدمير مكتباتهم المرموقة بشكل كامل ، في حين تم قمع وحشي للمسلمين الإسماعيليين وأدبهم الديني بقسوة في مصر أبان العهدين الأيوبي والمملوكي اللاحقين ، غير أن قسما هاماً من الأدب الاسماعيلي من العصر الفاطمي كان قد وجد طريقاً له ، وهذا يفسر لماذا بقيت نصوص إسماعيلية فاطمية ذات طبيعة فلسفية أو دينية كثيرة موجودة في حين أن كتب الأخبار الفاطمية في مصر أو في ألموت بفارس التي صنفت في أوقات مختلفة لم يكتب لها النجاة . يضاف إلى ذلك ، أن وثائق أرشيفية هامة قد توفرت عن الدولة الفاطمية بشكل دائم ، إلى جانب أنواع مختلفة من مصادر والمعلومات غير الأدبية حول الفاطميين ، ومع ذلك فان المؤرخين ، مثل بقية الكتاب المسلمين الآخرين فضلوا التمسك بأساليبهم المعادية الخاصة في تناولهم للموضوع ، وهي التي تجذرت في المفاهيم المغلوطة ومحاولات الطعن المعادية للإسماعيليين والمنسوبة إلى الكتابات المرائية بشكل أساس .
تعرضت مصر أبان العقود الختامية للحكم الفاطمي لغزو الجيوش الصليبية عدة مرات بقيادة ملك القدس آمرليك الأول ، في حين كان نور الدين الزنكي حاكم حلب يخطط لضم مصر إلى مملكته واقتلاع جذور الإسلاميين الفاطميين الشيعة ، دخل القائد العسكري الزنكي شيركوه القاهرة عام 1169على رأس الحملة الثالثة المرسلة من سورية وحين توفي شيركوه بشكل مفاجئ ، تولى ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب وجرت في أعقاب ذلك تقويض السلالة الفاطمية الحاكمة مباشرة ملاحقة واضطهاد الإسماعيليين المصريين الذين كانوا ينتمون إلى الفرع ألحافظي بشكل أساس وفي نهاية عام 1272 كانت الإسماعيلية قد اختفت تقريباً من مصر ، وفي غضون ذلك كان النزاريون هم الفرع الناشط سياسياً من الاسماعيليين في تلك الفترة ، يمدون نفوذ حركتهم بنجاح في الشرق ، في طول أراضي السلاجقة وعرضها ، فإن إسماعيليي فارس ونواحٍ أخرى من الشرق المسلم كانوا بحلول العقود الختامية لإمامة الإمام المستنصر ، قد وقفوا إلى جانب الدعوة الفاطمية عموماً في حين كان السلاجقة ، المتقدون حماسة يحلون محل شتى السلالات المحلية الحاكمة من غير المسلمين الإسماعيليين في تلك المناطق ، وبحلول 1070 على الأقل كان اسماعيليو بلدان فارس يخضعون لسلطة داعي دعاة محلي ، ابن العطاش ، الذي اتخذ من مدينة أصفهان وسط بلاد فارس مقراً لقيادته ، كان ابن العطاش مسؤولاً إلى جانب ذلك عن اطلاق مهنة حسن الصباح المستقبلية ، كأول قائد للإسماعيليين النزاريين .
ولد حسن الصباح لأسرة شيعية اثنى عشرية في قم وسط فارس وتحول إلى المسلمين الإسماعيليين في صباه وبحلول عام 1072 كان يشغل منصباً في خدمة الدعوة الإسماعيلية في الري ، وانطلق فيما بعد أي عام 1076 إلى مصر حيث امضى ثلاث سنوات يتدرب ويتعلم فكر الدعوة على يد دعاة مصر ، وبعودته إلى أصفهان سنة 1081 أمضى السنوات التسع التالية يرتحل إلى أماكن مختلفة في بلاد فارس بصفته داعياً إسماعيلياً سرياً ، وفي الحقيقة كان يعمل على إعادة تنشيط الدعوة الإسلامية الإسماعيلية في بلاد فارس في الفترة التي كثرت فيها الانقسامات داخل الدعوة من مصر إلى اليمن إلى سورية إلى بلاد فارس نتيجة الضغوط السلطوية المحلية والخارجية في الوقت الذي كان يخطط فيه لشن حملات تطهير من قيادات في السلطة السلاجقة الغريبة عن بلاد فارس ، وهو هدف عكس مشاعر أطياف بلاد فارس ( الإيرانية ) وبنفس الوقت كان حسن الصباح يفتش بحذر أثناء تجواله عن موقع مناسب يمكن استخدامه مقراً لقيادته ، في حين كان يقدر في آن معاً القوة العسكرية والسياسية والدينية للسلاجقة وحلفاءهم من المسلمين في مختلف المواضيع والمواقع الهامة حتى توصل إلى قناعة بأن المقاطعات القزوينية في شمال فارس والمعروفة باسم منطقة الديلم في العصر الوسيط والتي كانت تقليداً ملاذاً آمنا للعلويين وحصناً منيعاً للشيعيين الزيديين ، وانتقى قلعة آلموت المتوضعة على صخرة مرتفعة في جبال البورز الوسطى إلى الشمال الشرقي من مدينة قزوين حتى استسلامها للمغول سنة 1256 كما عمل على تحسين وتوسيع أنظمة الري والزراعة في وادي آلموت ، حيث قام بحفر أقنية لجر المياه وزرع الأشجار الكثيرة وكان في ذلك الموقع بالذات أن تم طبقاً لرواية ماركو بولو الخرافية بناء حديقة الجنة ، وبعد ذلك بفترة قصيرة ، أي بدءاً بالقرن الثاني عشر ، بدأ حسن الصباح بإرسال دعاة إلى سورية من اجل تنظيم قيادة للمسلمين النزاريين ، فالتجزئة السياسية والدينية لسورية في ذلك الوقت بالإضافة إلى التقاليد الدينية لشعوب المنطقة ، حيث معظم الجماعات الشيعية والسنية الموجودة تقريباً ، وافقت معظمها على انتشار الدعوة المسلمة النزارية ، بازدياد ظهور الصليبيين في بلاد الشام ،إلى تقوية روح التعاون وهو الذي زاد من حدة المنافسات الداخلية المحلية في سورية في أعقاب الانهيار السريع للحكم الفاطمي في ظل عهد الإمام المستنصر بالله ، أكثر في النجاح النهائي للنزاريين هناك .
وفي مقابل هذه الخلفية المعادية ، بدأ مستشرقو القرن التاسع عشر ، ممن تمكنوا لأول مرة من الوصول إلى مجموعات عامة من المخطوطات الإسلامية عموماً والإسلامية الإسماعيلية خصوصاً التي كان يٌحتفظ بها في مكتبات أوروبية رئيسة مثل مكتبات باريس وغيرها ، بدؤوا بما قد كان يتوقع أن يكون دراسات علمية واعدة للإسماعيليين . لكن من سوء الطالع أنهم لم يحققوا سوى نتائج قليلة ، وذلك لأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى أية نصوص إسماعيلية صحيحة ، لهذا كانوا مرغمين على تناول الموضوع من خلال وجهة النظر الخيالية والضيقة المعادية لصليبيي العصور الوسطى والصور الممسوخة التي رسمها المؤلفون المعادون من المسلمين . انه في مقابل هذه الخلفية الأدبية وحسب يمكن للمرء أن يجد معنى ما في قراءته لبعض التخرصات والاستنتاجات المريبة لسيلفستر دوساسي ( 1758 – 1838 ) أعظم مستشرقي زمانه ، الذي لخص أفكاره الرئيسة حول المسلمين الإسماعيليين النزاريين في كتابه دراسة عن سلالة الحشاشين ، وقد حافظت الصورة المشوهة للإسماعيليين عموماً وللإسماعيليين النزاريين خصوصاً على وجودها قائماً في دوائر المستشرقين حتى العقود الافتتاحية للقرن العشرين . وكان لا بد من انتظار استعادة عدد كبير من النصوص الإسلامية الإسماعيلية ودراستها ، وهي عملية لم تبدأ حتى مضي زهاء قرن من الزمن على وفاة دوساسي ، كي يكون بالإمكان إجراء تقويم تبحري صحيح للحياة السياسية والدينية للإسماعيلين . وبفضل مكتشفات التبحر الحديث أصبحنا أخيراً في موقع نميز فيه بين الوهم أو الأسطورة وبين الحقيقة في الأمور المتعلقة بالاسماعيليين وخصوصاً فيما يتعلق بالنزاريين من عصر آلموت الذين كانوا هدفا دارت حوله خرافات الحشاشين الموضوعة .
في ضوء هذه المكتشفات ، والدراسات التي تصدر عن معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن تدحض هذه الدراسات كتاب خرافات الحشاشين ولا سيما تلك التي تقوم على الربط بين الحشيش وحديقة الجنة السرية ، تم وضعها وتوزيعها في واقع الأمر على أيدي الأوروبيين ، كقصص الخيال ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وعلاء الدين والمصباح السحري وبساط الريح والعفريت الأزرق وإلى ما لذلك من صور خيالية خارقة لا تعبر عن حقيقة العقل البشري العادي ، كيف والمثقف يقبل مثل هذه الادعاءات المشوهة لأخلاقية المسلمين قبل الجماعة الإسماعيلية . ويبدو أن المراقبين الغربيين للمسلمين الإسماعيليين النزاريين ، ولا سيما أولئك الأقل معرفة منهم بالإسلام وبالشرق الأدنى ،هم من وضع تلك الخرافات ، وكانت تشير إلى النزاريين السوريين في بداية الأمر، تدريجياً وبصورة منتظمة ، مضيفين المزيد من الخيالات أو التزويقات في مراحل متتالية إبان القرنين الثاني عشر والثالث عشر . وخلال هذه العملية التزويقية الخيالية ، تأثر الأوروبيون ، وهم الذين كان لديهم ميل كبير نحو الحكايات الرومانسية والتخيلية الشرقية ، مما لا شك فيه بان العقلية الأوروبية تستطيع تقبل مثل هذه الخيالات والخرافات لعالم الإنسان ، وبالتالي حولوا تحاملهم على المسلمين غير الإسماعيليين وعدائهم العام على الإسماعيليين ، هو العداء الذي كان في وقت سابق سبباً في ظهور الخرافة السوداء وحديقة الجنة التي تظهر بأن الجنة الحقيقة في دار الحياة وليست في دار الآخرة على حد زعم الكتاب المناوئين للمسلمين الإسماعيليين على أيدي كتاب مسلمين بالإضافة إلى بعض المفاهيم الخاطئة التي سادت حول الاسماعيليين . إن مثل هذه المفاهيم الشعبية الخاطئة أيضا حول النزاريين التي تم تداولها في دوائر محلية غير عربية وغير أدبية في الشرق اللاتيني إبان زمن الصليبيين ، قد تم في جميع الاحتمالات ، التقطها الصليبيين من خلال اتصالهم بالمسلمين الريفيين العاملين في أراضيهم وبالمسلمين الأقل ثقافة من سكان المدن ، بالإضافة إلى أية معلومات كان بإمكانهم جمعها بشكل غير مباشر من خلال المسيحيين الشرقيين ، ومن الأهمية بمكان ، من هذه الجهة ، الإشارة إلى أنه لم يٌعثر على أساطير مشابهة في أي من المصادر الإسلامية من العصر الوسيط ، بما في ذلك الكتب المعاصرة حول تاريخ سورية ، ان المثقفين المسلمين ومنهم مؤرخوهم لم يتخيلوا شيئاً البتة حول الممارسات السرية للنزاريين على الرغم من أنهم كانوا معادين لهم وبشكل مشابه ، فان تلك القلة من المراقبين الغربيين ذات المعرفة الجيدة بالنزاريين السوريين ، مثل وليم الصوري الذي عاش في الشرق اللاتيني فترات طويلة ، لم تساهم في تكوين خرافات الحشاشين .
يبدو أن الخرافات موضوع الحديث كانت ، على الرغم من تجذرها من الأصل في بعض الأخبار المأثورة الشعبية والمعلومات المغلوطة المتداولة محلياً ، قد تشكلت فعلاً ونقلت على نطاق واسع إلى حد ما بفضل جاذبيتها المثيرة على أيدي الصليبيين والمراقبين الآخرين للنزاريين ، وأنها تمثل في الأساس البناء التخيلي لأولئك المراقبين الجاهلين .
المسلمون النزاريون من عصر آلموت فأنهم لم يبذلوا أية جهود خاصة من جانبهم لتبديد صورتهم المشوهة داخل المجتمع الإسلامي . فالتبحر الحديث قد أوضح بشكل جلي أن النزاريين لم يكونوا أطلاقا ( فرقة الحشاشين ) عقدت العزم على تدمير الإسلام بل محاربة المغول والصليبيين والسلاجقة والتفرقة في الإسلام .وان جماعتهم كانت ولا تزال ، جماعة مسالمة مسلمة شيعية إمامية ، تولى قيادتها الدعاة في البداية ثم الأئمة النزاريون أنفسهم بعد عام 1164 . وقد تمكنت تلك الجماعة ذات الانضباط الشديد ، والمنتشرة على قطع مختلفة من الأراضي الممتدة من سورية إلى شرقي فارس ، من تأسيس دولة متماسكة كانت تُدار من آلموت مباشرة ، والحفاظ عليها رغماً عن أضداد هائلين . أما في المجال العقائدي فقد تمسكوا بالتعاليم القرآنية ووصية النبي محمد وبلاغة الإمام على بن أبي طالب ، مع إسنادهم لدور مركزي لإمامهم . وفي حالة غياب إمامهم عن مكان سكناهم ، فإنهم اتبعوا ممثليه الرئيسيين بذات القدر من التفاني والطاعة . هذا إلى جانب تشجيعهم ورعايتهم للنشاطات الفكرية للعديد من المتبحرين من غير المسلمين الإسماعيليين من الذين لجؤوا إليهم وعاشوا بينهم كأخوة .
دمشق 31/8/2010 حسن م اليازجي