إلى كل من يحترم العقل ويقدره.
ُبعث الرسول الكريم هاديًا ومبشرًا وراحمًا للناس أجمعين؛ وأمره الله تعالى بإقامة العدالة والرحمة بين كافة الناس على اختلاف أجناسهم وأديانهم إلا إنه في كثير من كتب التراث , ( صحيح الإمام البخاري مثلاً ) كان غازيًا همه الغنائم ( و سبي النساء ) وقهر الآخرين .
و هناك الكثير من الإساءات التي تلحقها كتب التراث بالنبي محمد ( ص ) وأهله وأصحابه، مثل حوادث من نمط قتل العرنيين بعد سمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم
أو قتل بعض الأشخاص رغم تعلّقهم بأستار الكعبة .
أو الأمر بإعدام ثمانمائة يهودي من بني قريظة ( بعد استسلامهم ) و سبي نسائهم و أطفالهم .
أو حرق الأشجار و قطعها .
أو جواز قتل النساء والصبيان في الغزوات والحروب
أو أن يأمر الرسول ( الشاعر حسان بن ثابت ) بهجاء المعارضين وجبريل معه , ( بحيث يصبح شعره مؤيد من السماء ) .
أو التصرفات الأخلاقية أو الجنسية المشينة - المعزوة كلها زوراً، برأي، للنبي!
[ لأنه إذا كانت هذه المعلومات صحيحة , فنحن أمام مشكلة حقيقية . ]
وتصوّري للمسألة يمكن إيجازه بالقول إن المؤامرة الوحيدة الكبيرة التي هزت الإسلام هي وصول الأمويين إلى الحكم، فهؤلاء لم يكونوا مسلمين بأية حال: بل كانوا، بمعنى ما، أعداء للإسلام !!
ومنذ أن تلقفها معاوية تلقف الكرة، راح وسلالته، يعمل على الانتقام من محمد وبني هاشم بكل الحقد القبلي وعنفه. وزمن الأمويين كانت بدايات التدوين لما يسمى بالتراث الإسلامي وازدهار تجارة الحديث،و التأليف و الاختلاق ,
وهكذا بدأت صيرورة الاختلاق التشويهية لكل رموز الإسلام العظيمة .
إذا كان أبو سفيان فشل في القضاء على الدعوة المحمدية خارجياً، فلا بأس من نسف سلالته لها داخلياً، عبر تقزيم كل ما هو عملاق فيها .
صار مؤسس أول دولة عربية في التاريخ الرسول الكريم الذي وصفه الله تعالى بقوله:
{ وإنك لعلى خلق عظيم } ذكراً لا هم له إلا النساء والطعام ؛
صار الذي جاء لإتمام مكارم الأخلاق زوجاً يحرّض زوجاته على بعضهن بالسباب والشتائم؛
و يأمر أو يتغاضى عن تنفيذ عمليات اغتيال للمعارضين [ قتل أَبِى رَافِعٍ عبد الله بن أبى الحقيق و ِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ] (و حتى لو كانت امرأة مرضعة "عصماء بنت مروان" )
صار النبي الذي لا ينطق عن الهوى رجلاً يمكن للشيطان أن يلقي على لسانه بآياته ؛
صار الذي عصمه الله كائناً يستطيع حتى اليهود أن يسحروه...
ولعب الزمن والعباسيون الدور الأسوأ في تقديس هذه الأكاذيب و تكريسها وإسقاط الحقائق!
إن من نفذ تلك الأعمال- ونسبها إلى الرسول الكريم- كان مفعمًا بالعصبية والطائفية والقبلية التي لم تلبث إلا أن ظهرت, بعد انتقال النبي (ص) إلى الرفيق الأعلى في معارك وفتن طاحنة كموقعتي الجمل وصفين وموقعة الحرة وغيرها.
وهكذا، فنحن أمام جبل من كتب التراث الإسلامية وكتب الحديث الحافلة بالمتناقضات فإما تقديس النبي والجماعة الإسلامية الأولى أو تقديس التراث ...