الوعي والإدراك عبارات نسمعها دائماً ولكننا لانقف عندها أو نحاول معرفة آثارها على حياتنا
ومن صفات العقل البشري أنه يدرك كل ما حوله شرط التنبه واليقظة والوعي ، وهي كلها بالنتيجة
صفات وشروط يمتلكها العقل البشري واجبة التشغيل والعمل بها حتى يكون على بينة مما يجري
ويطلع على كيفية ومسار الأحداث الدائرة والمخاطر التي سوف يتعرض لها إذا ما تجاهل وعيه وحكّم عقله
وتدبيره في كافة المسائل ونرى أن المؤشرات تبدأ بالظهور عند الإنسان من لحظة ولادته وتتفاوت هذه
المؤشرات حسب طبيعة كل شخص ومواليده ومورثاته ولكن لدي إعتقاد أن كل مخلوق بشري يملك حيزاً
كبيراً من المناورة للحصول على أفضل تركيز ووعي وإدراك لذلك كان لابد أن يحوز أيضاً على التربية
السليمة والصحية والمدركة لمخاطر الوعي وتنمية هذه المقدرات والتعامل معها حسب مقتضيات الحاجة .
وقد كان الشرط الإلهي للتكليف هو الوعي والإدراك متمثلاً بقوله تعالى : {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ }يونس42
{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44
{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63
إذاً العقل موجود ولكن حالة الوعي أولاً وحالة الإدراك أخيراً ليست مفعلة أو تحت العمل لذلك تراهم
كالمخلوقات جميعها تأكل وتشرب وتتزاوج وتبيع وتشتري وتفاصل في أمور الحياة الروتينية ولكن الوعي المطلوب
للوصل إلى الإدراك الصحيح غير موجود ونلاحظ هذا الوصف في الآية الأولى .
نحن هنا لتوضيح فكرة قديمة قدم الخلق ومشكلة معضلة منذ بدء البدء .
الإتباع دون تفكير هو ضلال جزئي فكيف إذا كان دون وعي ودون إدراك فيصبح الإنسان عبارة عن مخلوق بلا إرادة يسوقونه سوق الأنعام
فيكون شبيه للأنعام بكل تصرفاتها ولايمكن النجاة من هذا الوضع إلا بإعادة تفعيل المقدرة العقلية على الوعي والإدراك والفهم الذي أعطاه الخالق سبحانه وتعالى لعباده ليجعلهم مميزين عن باقي المخلوقات الأخرى ( البهائم والأنعام والوحوش والدواب )
فتعالوا إلى دائرة النور بعقولكم وبأفكاركم
بوعيكم وإدراككم لتفوزوا بنور ذلك المشهد