عاشق آل البيت وسام التميز
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
| موضوع: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأربعاء 27 يناير 2010 - 22:35 | |
| اخوتي الكرام : أضع بين يديكم رسالة من رسائل اخوان الصفا يشرحون فيها عن معنى الكفر أتمنى أن تنال إعجابكم , وأن نفكر بما قالوه , و نعمل سوية لنجعل هذه الرسائل مبدأً لنا نعيشه بشكل يومي. لأن في رسائلهم إيضاح لكثير من الأشياء نحن بغفلة عنها فصل في شرح معنى الكفر اعلم يا أخي بان الله، عز وجل، قد أكثر في القران مدح المؤمنين وذم الكافرين، لأنهما خلتان بينهما بعد بعيد: إحداهما مجمع الخير كله، وفضيلة الإنسانية فيها كلها، وهي الإيمان، والأخرى ضدها وهي الكفر، وهو مجمع الشرور كلها. ونذكر في هذا الفصل ما الكفر، ليعلم من الكافرون بالحقيقة، فنقول: اعلم أن الكفر في لغة العرب الغطاء، وهو شيء يعرض للنفس من جهة الجسد، وذلك انه إذا استقرت النفس في الجهالة تغطى عليها أمر ذاتها، وذهب عليها معرفة جوهرها، وتنسى مبدأها، ولا تذكر من أمر معادها، حتى تبلغ من جهالتها ألا تعلم بان لها وجوداً خلواً من الجسد، حتى تظن أنها جسم كما يظن ويقول كثير ممن يتعاطى النظر في العلوم، وهو قولهم: إن الإنسان هو هذا الجسد الطويل العريض العميق، المؤلف من اللحم والدم. ولا يدرون أن مع هذا الجسد جوهراً آخر وهو المحرك له، وهي النفس المطهرة به، ومنه أفعالها. فمن لا يعرف جوهر النفس فهو لا يعرف شيئاً من الأمور الروحانية ولا يتصورها، وإذا سمع ذكرها أنكرها لشدة استغراقه في بحر الهيولى و ظلمات الجهالات. فهؤلاء إذا سمعوا بذكر جهنم، لا يتصورنها إلا أمراً صناعياً، وهو أنهم يظنون أن جهنم هي خندق محفور، كبير واسع، مملوء من نيران تشتعل وتلتهب، وان الله تعالى يأمر الملائكة قصداً منه وغيظاً على الكفار أن يأخذوهم ويرموهم في ذلك الخندق. ثم انه كلما أحرقت أجسادهم وصارت فحماً ورماداً، أعاد فيها الرطوبة والدم حتى يشتعل من الرأس ثانياً كما اشتعل أول مرة. وهكذا يكون دأبهم أبداً، ويحتجون بقوله تعالى: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب." ولا يدرون معنى قوله تعالى ولا تأويل كتابه، أنهم إذا سمعوا إن الله غفور رحيم حنان منان رؤوف ودود، وما شاكل ذلك من أسمائه الحسنى، وتفكروا فيها أنكرت عليهم عقولهم ما اعتقدوا فيه من الحقد وقلة الرحمة لخلقه، فعند ذلك يتحيرون ويتشككون فيما أخبرت به الأنبياء، عليهم السلام، إذ لا يعرفون شيئاً عن صفة جهنم وعذاب أهلها، ولا يعرفون تأويل كتبهم ولا معاني إشاراتهم ورموزاتهم ودقائق أسرارهم. فهكذا إذا سمعوا ذكر الجنة ونعيمها وسرور أهلها ولذاتهم، فلا يتصورونها إلا أموراً جسمانية شبه بساتين فيها أشجار وعليها ثمار، وقصور بينها أنهار، وفي تلك القصور حور وغلمان وولدان مردان على أمثال أبناء الدنيا ونعيم أهلها. وإذا سمعوا بان أهل الجنة في جوار الرحمن حيث قال: في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وإنهم يزورون رب العالمين فيرونه وينظرون إليه، كما قال تعالى:"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة"، وان الملائكة يزورنهم بالهدايا والتحف كما قال الله تعالى:"والملائكة يدخلون عليهم من كل باب" وما شاكل هذا من وصف أهل الجنة من شرب الشراب أو مباشرة مع الأبكار، وأنهم أحياء لا يموتون، وشبان لا يهرمون، وأصحاء لا يمرضون ولا يجوعون ولا يعطشون، ويأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون وما شاكل هذه من الصفات التي لا تليق بأجسام الطبيعة الكائنة الفاسدة فضلاً بالأشياء الروحانية. فإذا فكروا فيها تحيروا أيضاً فيما يعتقدون من أمر الجنة ونعيمها وحالات أهلها، فيشكون أيضاً في الجنة وما حبرت به الأنبياء، عليهم السلام، من وصف الجنان ونعيم أهلها وحالام، وما يقصر الوصف عنها. فإذا ذهب عليهم معرفتها وتغطى عليهم علمها، أنكروها بقلوبهم، وغن كانوا لا يظهرونها بألسنتهم مخافة السيف والصلب كما قال الله تعالى: " الذين يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون".فهذا هو حقيقة الكفر والضلال والجهالة وعمى البصر، لأن هؤلاء لا يؤمنون بظواهر الآيات والأخبار، ولا يتفحصون عن حقائق أسرار كلام الله، وأسرار الأخبار النبوية، حين قالوا وبينوا. فجملة ذلك حق وصدق لا مرد عليه حسب ما اقتضى العقل حقيقة ذلك، كما لا يفهم هؤلاء الظلمة الكفرة، أعاذنا الله وإياك، أيها الأخ، من الكفر والنفاق والفسق والعصيان، ورزقك وإيانا الإيمان والغفران، انه رؤوف رحيم بالعباد. فصل في أن جهنم عالم الكون والفساد ثم اعلم وتيقن ولا تشك في أن جهنم هي عالم الكون والفساد الذي هو دون فلك القمر، وان الجنة هي عالم الأرواح وسعة السموات، وأن أهل جهنم هي النفوس المتعلقة بأجساد الحيوانات التي تنالها الآلام والأوجاع دون سائر الموجودات التي في العالم. وأن أهل الجنة هي النفوس الملكية التي في عالم الأفلاك وسعة السموات في روح وريحان، البريئة من الأوجاع والآلام. والدليل على ذلك قوله تعالى: " انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب. " إشارة إلى النفوس المتحدة بالأجسام ذات الطول والعرض والعمق التي دون فلك القمر. وذلك أن تلك النفوس لما جنت هناك الجناية التي ذكرت في قصة آدم، عليه السلام: "وقيل اهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" وقال: فيها تحيون، يعني في الأرض، وفيها تموتون، ومنها تخرجون عند النفخ في الصور. وإنما قيل أن جهنم هي سبع طبقات، لان الأجسام التي دون فلك القمر سبعة أنواع: أربعة منها هي الأمهات المستحيلات التي هي الأركان الأربعة وهي النار والهواء والماء والأرض، وثلاثة هي المولدات الكائنات الفاسدات التي هي المعادن والنبات والحيوان. ثم اعلم أن تلك النفوس لما أخرجت من الجنة عالم الأفلاك، أهبطت إلى الأرض عالم الكون والفساد الذي دون فلك القمر، وهي ساكنة في عمق هذه الأجساد، وغريقة في بحر الهيولى القابل للكون والفساد، وغائصة في هياكل هذه المتولدات منقطعة فيها كما قال تعالى: "وقطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك." وقال: " ما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم". وإنما قال لها سبعة أبواب لكل باب منها جزء مقسوم، لان كل ما يجري في عالم الكون والفساد فبدلائل هذه السبعة السيارة، وإنما قال عليها تسعة عشر، لان دلائلها لا تظهر في عالم الكون والفساد إلا بمسيرها في هذه البروج الاثني عشر، فجملتها تكون تسعة عشر، وهي التي بها يكون تقلب أحوال الدنيا وما تقتضيه موجبات أحكامها في مواليد هذه الأجساد، وما يدل عليها مما يصيبهم من الآلام والأوجاع، والأسقام والأمراض والأحزان، من الجوع والعطش، والحر والبرد، والفقر والغنى، والذل والعبودية، والغموم والهموم، ونوائب الحدثان، وعداوة الأقران، وحسد الجيران، وجور السلطان، ووساوس الشيطان، ونكبات الزمان، ومصائب الإخوان، وخوف الموت، ووعيد عددها التي هي النفوس المرهونة بها ما دامت مع هذه الأجساد. فإذا فكر العاقل اللبيب في حال النفوس المتجسدة وما يلحقها من المحن والمصائب بتوسط هذه الأجساد، وما يعرض لها من الآلام والأوجاع والمناحس كما بينا قبل، وتفكر أيضا في حالات النفوس التي هي أهل الجنة وعالم الأفلاك الذين هم سكان السموات، إذا سمع بأنهم أحياء لا يموتون، وشبان لا يهرمون، متنعمين متلذذين، خالدون فيها، آمنون لا يخافون ولا يحزنون، فهم في روح وريحان ورضوان، رغبت نفسه إلى ما هناك، وزهدت في الكون هاهنا. فكلما نظر بعين رأسه إلى جسده في عالم الكون والفساد معذباً من أبناء جنسه، استعاذ بالله وسأله الخلاص والنجاة مما هو فيه من مشاركة أبناء الدنيا؛ وكلما نظر بعين عقله إلى نفسه وأبناء جنسه في عالم الأفلاك، وما هم فيه من الروح والريحان، تمنى الوصول إلى هناك، وسأل ربه اللحاق بهم، كما سال يوسف الصديق، عليه السلام، وكذلك إبراهيم، عليه السلام، وعند ذلك تصير الدنيا عليه سجناً كما قال، عليه الصلاة والسلام:" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. " ويكون عند ذلك من أصحاب الأعراف الذين هم أهل المعارف، كما وصفهم الله تعالى: " وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطعمون. " وإذا صرفت أبصارهم تلقاء " أصحاب النار" يعني أهل الدنيا التي في عالم الكون والفساد: "قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين." وهؤلاء الرجال الذين على الأعراف هم الذين مدحهم الله تعالى بقوله: "رجال لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة " وقال: "تتجافى جنودهم عن المضاجع" فهؤلاء هم أولياء الله الذين هم يتمنون الموت لما قد تبين لهم ما بعد الموت من الوجود المحض والبقاء الدائم والروح والريحان والنجاة من الآلام والأوجاع والأسقام التي كلها جهنم ونيران. وأما من لا يعرف ما وصفنا له، لا يعقل ما بين الله تعالى في كتابه على ألسنة أنبيائه إلا هذه الدنيا التي كلها آلام جسدانية من الشهوات الجسمانية واللذات الحيوانية، فهو لا يرغب إلا فيها ولا يتمنى إلا الخلود معها، كما وصفهم الله تعالى فقال: "أيود أحدكم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر" فهؤلاء هم الكفار الذين تغطى عليهم الصفات الحقيقية والأسرار الخفية التي كلها رموز أخروية ثابتة للنفوس الناجية من نيران الهاوية. نجانا الله وإياك أيها الأخ، ورزقنا وإياك الدخول في زمر الملائكة. | |
|
أبو سمرة عضو متميز
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأحد 31 يناير 2010 - 21:15 | |
| شو هل التميز الرائع أخي عاشق آل البيت المحترم موضوع هام للغاية لقد عودونا في رسائل إخوان الصفا على التعبير البسيط والمقنع والذي يدخل في القلوب مدخلا لطيفا ننتظر منكم المزيد وبالتوفيق | |
|
أبو القاسم شكر خاص من الإدارة
تاريخ التسجيل : 17/01/2010
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأحد 31 يناير 2010 - 22:48 | |
| تحياتي شكرا لكم على هذا الموضوع الجيد و أتمنى نشر المزيد من رسائل اخوان الصفا و أنا بالإنتظار | |
|
bshar
الأوسمة : تاريخ التسجيل : 01/05/2010
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأربعاء 26 مايو 2010 - 0:59 | |
| شكرا علع هذا الموضوع بس اذاممكن ان نتشر رسائل في علم العدد مع الشرح | |
|
الطائر عضو متميز
تاريخ التسجيل : 19/01/2010
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأربعاء 26 مايو 2010 - 11:55 | |
| - اقتباس :
- اعلم أن الكفر في لغة العرب الغطاء، وهو شيء يعرض للنفس من جهة الجسد، وذلك انه إذا استقرت النفس في الجهالة تغطى عليها أمر ذاتها، وذهب عليها معرفة جوهرها، وتنسى مبدأها، ولا تذكر من أمر معادها، حتى تبلغ من جهالتها ألا تعلم بان لها وجوداً خلواً من الجسد، حتى تظن أنها جسم كما يظن ويقول كثير ممن يتعاطى النظر في العلوم، وهو قولهم: إن الإنسان هو هذا الجسد الطويل العريض العميق،
بوركت اخي الكريم بوركت لما نقلته لنا ---
تحية قلبية لشخصك الكريم -- | |
|
عربي وأفتخر وسام التميز
تاريخ التسجيل : 11/04/2010
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا الأربعاء 4 أغسطس 2010 - 11:42 | |
| إذا شكرناكم فذلك قليل على ما تقدموه لهذا الموقع وأعضاؤه أفتخر بكم دائماً أمام أصدقائي وأصحابي | |
|
hso2000 عضو برونزي
تاريخ التسجيل : 23/03/2010
| موضوع: رد: رسالة من رسائل اخوان الصفا السبت 7 أغسطس 2010 - 6:57 | |
| بانتظار المزيد من هذه القيمة الاسلامية والفكرية السامية
معكم على الدوام | |
|