الحمد لله و أفضل الصلاة على خير المرسلين محمد ( ص ) و على آله الطيبين الطاهرين. وبعد:
منذ أكثر من 1400 عام مضى، عندما نزل القرآن على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والكتاب الكريم يذكر كثيراً من أنواع الفواكه في سور وآيات كثيرة. وفي حقيقة الأمر فإنَّ هذه الفواكه كانت تعود إلى فترات قديمة قبل ظهور الإسلام بعقود وقرون عديدة. ونفس هذه الفواكه القديمة ما زالت موجودة من حولنا حتى الآن ونتناولها.
وقد يكون الوقت قد حان الآن لعلماء النبات والفواكه أن يتدارسوا ويبحثوا في جوهر تلك النباتات والفواكه المذكورة في القرآن الكريم، وذلك في ضوء التقدم الطبي والنباتي الحديث الذي كشف عن الكثير من أسرار هذه النباتات والفواكه.
وتقف النباتات ـ وخاصة الفواكه ـ في نقطة التقاء بين التاريخ والعلم الحديث، حيث تحتاج إلى مراجعة علمية متأنية، لإبراز أهميتها وضرورتها، للحفاظ على صحة الأبدان والعقول البشرية، بل وأيضاً حسنها وجمالها.
ذلك أنَّ الأطعمة التي تأتي من النبات، بدلاً من اللحوم مثلاً، تحتوي على كثير من المواد النباتية المفيدة الواقية من الأمراض ، مثل: مضادات الأكسدة ومضادات السرطان. وهناك الآن مفهوم مقبول لدى الجميع، وهو أنَّ الحمية الغذائية المحسَّنة، مع إتباع نمط حياتي أفضل وزيادة الحصص من الأغذية المفيدة وظيفياً، وهي الأغذية الطازجة المليئة بالمكونات المفيدة، جميعها تُعدُّ معايير الصحة الجيدة خالية من الأمراض وخاصة السرطان وأمراض القلب.
وقد أكّدت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أنَّ تناول ما حده الأدنى خمس كميات من الثمار والخضروات بصورة يومية يقلِّل من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 31%، كما يقلل أيضاً من الإصابة بالسُّكرى، لا سيما سكري النمط الثاني بنسبة 80%.
إنَّ الرُّمان إلى الدواء أقرب منه إلى الغذاء. و أنواع مذاقه، وهي: العصف، والقابض، والحامض، والمّر، والحلو، والتفه أي الذي لا يكون له طعم حلاوة أو حموضة أو مرارة.
فالعصف أو القابض يقوّي المعدة وهو نافع من الحمّى المتطاولة، وأما الحامض فينفع في تسكين العطش ويدّر البول ويسكّن الالتهاب ويقوّي القلب وفم المعدة. وأما الحلو فهو نافع للمحمومين ويطلق البطن ويسكّن السّعال.
وقد أثبتت دراسات حديثة أهمية وفاعلية الرُّمان في علاجات شتى، فهو يقوي عضلة القلب ومفيد جداً في علاج الدسنطاريا، كما يعمل بفاعلية كبيرة على طرد الديدان من المعدة، وخاصة الدودة الشريطية، وذلك لاحتواء الرُّمان على مادة البليترين، كما للرُّمان دور بالغ الأهمية في علاج الوهن العصبي والتهاب الغشاء المخاطي. وغير خافٍ أنَّ فائدة الرُّمان لا تقتصر على حبّه فقط ولكنه كله مفيد، حيث يعمل عصير الرُّمان الحامض على الوقاية من مرض النقرس، لأنه هاضم فعّال للدّسم، لارتفاع نسبة الأحماض العضوية فيه.
وقد أكّدت الدراسات أيضاً على أهمية جديدة لعصير الرُّمان، حيث يعمل بفاعلية على منع تشكيل الحصوات في الكلى ( الحصوات الكلوية ). كما يحتوي الرُّمان وخاصة قشرته الخارجية على حمض العفص، وهو مادة قابضة، لهذا يستخدم الكثيرون مسحوق قشر الرُّمان المجفّف كعلاج جيد وفعّال للإسهال. كما يفيد دبس الرُّمان إذا أضيف للطعام في الحفاظ على مستوى صحي متميّز وجيد وهو عامل وقائي ضد العديد من أمراض كثيرة قد يتعرض لها الإنسان، كما أنه دواء حلو لا ينفر منه أحد، كبيراً كان أو صغيراً.
يحتوي الرُّمان على مواد سكرية بنسبة 10 إلى 15%، وعلى 1% من حامض الليمون، ونسبة عالية من الماء، والفضلات، والمواد البروتينية، كما أنَّ هناك مجموعة كبيرة من المعادن في الرُّمان، لكن بنسب قليلة مثل: الفوسفور والحديد والمغنيزيوم، وهناك نسبة من المواد الدهنية.
وعليه فإنَّ 100 غرام من الرُّمان يحتوي على 85% ماء، 10% سكر، 1% حمض الليمون، 3% بروتين، 2% ألياف، 1 مليجرام دهون، 10 جرامات كالسيوم، 3 مليجرام حديد، وفيتامين C وفيتامين B.
المواد المغذيـة الكمية 100 جرام من الرُّمان الطازج
المـاء 80 جـرام
الطاقـة 68 ك كالوري
السكريات 2,17 جـرام
البروتين 95,0 جـرام
الدهـون 3,0 جـرام
الأليـاف 9,0 مليجرام
بوتاسيوم 259 مليجرام
ماغنسيوم 3 مليجرام
الحديـد 03,0 مليجرام
كالسيـوم 3 مليجرام
صوديـوم 3 مليجرام
فيتامين C 6 مليجرام
الاستخدامات الطبية للرُّمان
الرُّمان من أقدم النباتات التي استخدمت في العلاج منذ القدم. دليل ذلك ما أثبتته الحفريات والآثار. ففي ورقة إيبرس الطبية وصفة تقول: قشر الرُّمان إذا عجن وترك في إناء وأضيف إليه الماء، وتُرك إلى الصباح، ثم يصفّى من خلال خرقة ويشرب على الرِّيق.
وفي الآثار الطبية الفرعونية: عندك قشر رُمَّان، كسِّره واسحقه مع شراب مناسب، وادهن به آثار الجرب في الجلد، فإنه يزيله.
كما يستفاد من الرُّمان، من قشوره، ويقصد قشور الشجرة (اللحاء) ، وقشور الثمرة، كما في الآتي:
تعتبر القشور وبخاصة قشور الجذور، من أهم مضادات الديدان الشريطية Tapeworm إذ ثبت أنَّ مغلي القشور يقتل هذه الديدان. إذ تحتوي هذه القشور على البلليترين Pelletierine والايزوبلليتيرين Isopelletierin.
تحتوي قشور الثمرة على حمض عفصي Gallotannic acid وهو عبارة عن مادة قابضة تفيد في حالات الإسهال والدوسنطاريا الحادة.
يفيد منقوع القشور المحلّى بالسكر في علاج قرحة المعدة، وذلك بشرب كأس من هذا المنقوع كل صباح.
تحتوي بذور الرُّمان على فيتامينات ، أهمها A, B, C ومواد سكرية وبروتينية ودهنية وأحماض عضوية، أهمها حمض الستريك (الليمونيك).
تساعد الأحماض العضوية الموجودة في بذور الرُّمان على تقليل الحموضة في البول والدم، وتجنّب ترسيب الفضلات في الجسم، مما يقلّل من الإصابة بالنقرس والتهابات المفاصل، وكذا تجنّب الإصابة بحصيات الجهاز البولي.
عصير الرُّمان شراب ملطف، ومغذٍ، منقٍ للدم، خافض للحرارة، في بعض حالات الحمّى.
الاستعمالات الدوائية للرُّمان
الاستعمالات الداخلية:
1-إذا غليت قشور جذور الرُّمان بنسبة 50-60جراماً في لتر ماء لمدة ربع ساعة وشرب من المغلي كأس في كل صباح، أسقط الدودة الوحيدة.
2-يستخدم عصير الرُّمان بمعدل كأسين يومياً لحالات الحمّى الشديدة والإسهال المزمن والدوسنطاريا الأميبية والصداع وضعف النظر.
3-يستخدم منقوع قشر الرُّمان بمعدل نصف كأس كل نصف ساعة، لطرد الديدان المعوية وبخاصة الدودة الشريطية وعلاج البواسير. وينصح في بعض الحالات باستعمال شربة مسهلة مع المشروب.
4-بذور الرُّمان تنشط الأعصاب وتزيل حالات الإرهاق وإنَّ قطرات منها ممزوجة بالعسل في الأنف دواء لكثير من متاعب الأنف.
5-إنَّ عصير الرُّمان ممزوج بالعسل مع قليل من السكر يعالج حالات الإمساك، وإنَّ المواظبة على تناول الرُّمان تنقي الدم وتقاوم عسر الهضم.
6-يستخدم عصير الرُّمان كعلاج ضد القيء وقطرة لآلام العين.
الاستخدامات الخارجية:
1-لعلاج التهابات اللثة وتقرحاتها، يستخدم مغلي أزهار الرُّمان كغرغرة ومضمضة، ثلاث مرات يومياً.
2-ذرور مسحوق أزهار الرُّمان بعد جفافها يُعدُّ علاجاً جيداً للجروح المتعفنة، كما يقوّي الأسنان المتحركة، بفرك الأسنان به، كما يمنع النزيف الحاد.
3-إنَّ استعمال الرُّمان مسفوفاً ينفع من قروح الأمعاء وسيلان الرَّحم ونزفه.
4-لعلاج حالات البرد ورشح الأنف، يستخدم منقوع الرُّمان في الأنف بمعدل ثلاث نقط ثلاث مرات في اليوم.
5-لزيادة تثبيت الشعر يضاف مغلي قشور الرُّمان إلى الحناء، بغرض تثبيت اللون وازدهار عملية التلوين.
6-إنَّ قضبان الرُّمان نافعة لطرد الهوام، وكذلك دخان خشبه، لذا، قيل: إنَّ بعض الطيور تصنع عشها من خشب الرُّمان حتى لا تقربه الهوام.