فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا: | شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ |
بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ، | وَبِالخَبِيّة ِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ |
قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما، | فالعَسْجَدِيّة ُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ |
فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ، | حتى تدافعَ منهُ الرّبوُ، فالجبلُ |
حتى تحمّلَ منهُ الماءَ تكلفة ً، | رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينة ِ السّهِلُ |
يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً، | زوراً تجانفَ عنها القودُ والرَّسلُ |
وبلدة ٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشة ٍ، | للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ |
لا يَتَمَنّى لهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا، | إلاّ الذينَ لهمْ فيما أتوا مهلُ |
جاوزتها بطليحٍ جسرة ٍ سرحٍ، | في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل |
إمّا تَرَيْنَا حُفَاة ً لا نِعَالَ لَنَا، | إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ |
فقدْ أخالسُ ربَّ البيتِ غفلتهُ، | وقدْ يحاذرُ مني ثمّ ما يئلُ |
وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني، | وقدْ يصاحبني ذوالشَّرة ِ الغزلُ |
وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني | شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ |
في فِتيَة ٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا | أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلة ِ الحِيَلُ |
نازعتهمْ قضبَ الرّيحانِ متكئاً، | وقهوة ً مزّة ً راووقها خضلُُ |
لا يستفيقونَ منها، وهيَ راهنة ٌ، | إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا |
يسعى بها ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ، | مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ |
وَمُستَجيبٍ تَخالُ الصَنجَ يَسمَعُهُ | إِذا تُرَجِّعُ فيهِ القَينَةُ الفُضُلُ |
منْ كلّ ذلكَ يومٌ قدْ لهوتُ به، | وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ |
والسّاحباتُ ذيولَ الخزّ آونة ً، | والرّافلاتُ على أعجازها العجلُ |
أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَة ً، | أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟ |
ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا، | وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ |
تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ | عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ |
لأعرفنّكَ إنْ جدّ النّفيرُ بنا، | وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا |
كناطحٍ صخرة يوماً ليفلقها، | فلمْ يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ |
لأعرفنّكَ إنْ جدّتْ عداوتنا، | والتمسَ النّصر منكم عوضُ تحتملُ |
تلزمُ أرماحَ ذي الجدّينِ سورتنا | عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ |
لا تقعدنّ، وقدْ أكلتها حطباً، | تعوذُ منْ شرّها يوماً وتبتهلُ |
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا، | وَالجاشِرِيّة ِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ |
سائلْ بني أسدٍ عنّا، فقد علموا | أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ |
وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُمُ، | وَاسْألْ رَبيعَة َ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ |
إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ | عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا |
كلاّ زعمتمْ بأنا لا نقاتلكمْ، | إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ |
حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً، | يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَة ٌ عُجُلُ |
أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ، | أو ذابلٌ منْ رماحِ الخطّ معتدلُ |
قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ، | وقدْ يشيطُ على أرماحنا البطلُ |
هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ | كالطّعنِ يذهبُ فيهِ الزّيتُ والفتلُ |
إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها | لهُ وسيقَ إليهِ الباقرِ الغيلُ |
لئنْ قتلتمْ عميداً لمْ يكنْ صدداً، | لنقتلنْ مثلهُ منكمْ فنمتثلُ |
لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَة ٍ | لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ |
نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية ً | جنبيْ "فطينة َ" لا ميلٌ ولا عزلُ |
قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا، | أوْ تنزلونَ، فإنّا معشرٌ نزلُ |