لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على | بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ |
ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ | غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ |
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ | أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ |
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها | عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ |
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ | جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ |
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ | لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ و القُضُبِ |
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ | للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ |
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ | يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ |
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ | إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ |
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا | منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ |
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها | ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ |
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا | واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ |
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ | للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ |
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها | ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ |
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ | دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ |
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ | كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ |
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ | بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ |
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً | وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ |
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً | ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ |
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ | والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ |
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها | فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ |
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ | عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ |
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ | على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ |
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها | يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ |
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ | بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ |
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى | يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ |
موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ | مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ |
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ | أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ |
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ | جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ |
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ | طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ |
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ | حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ |
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ | تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ |
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ | وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ |
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها | إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ |
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً | تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ |
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ | أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ |
خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ | جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ |
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها | تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ |
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ | موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ |
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا | وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ |
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ | صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ |